لابد أن نعد للسؤال جواباً

يا عبد الله: أعد للسؤال جواباً أمام رب العالمين، أنت أدخلتَ الفيديو وما فيه، أفسدتَ النساء، أفسدتَ أخلاق النساء، جعلتهن في محل دعارة وهن في بيت حصين، تذكر -يا عبد الله- أن بيتك بوجود الفيديو صار بيت دعارة، صار بيت زنا وأنت لا تدري؛ ولكن هل تدري متى تدري؟ تدري إذا نزل بك هادم اللذات، وصرتَ تقلب بصرك في نواحي البيت.

تريد أن تقول: أخرجوا الفيديو، أخرجوا الفيديو، أخرجوا الفيديو؛ ولكن هيهات لك من مجيب! هيهات لك أن تنطق، وقد نزل بك هادم اللذات! تريد أن تقول: أخرجوا الخادمة، أخرجوا الخادمة التي جئتُ بها، وجعلتُها بين الشباب في بيتي، يعتقبون عليها طول الليالي يزنون بها؛ ولكن لا تستطيع أن تقول ذلك.

تريد أن تقول: أخرجوا الطباخ، أخرجوا السائق من بيتي، الذي ربما زنا بزوجتك وبالبنات؛ ولكن لا تستطيع أن تقول ذلك.

فمتى يا عباد الله؟ متى نستيقظ هل إذا حل بنا هادم اللذات؟

نعم.

لا يفيدك الكلام يا عبد الله! إذا لم تأخذ الأُهْبَة وتستعد له قبل أن ينزل بك، ثم بعد ذلك صرتَ جيفة هامدة، بين الأهل والعشيرة، قد استوحشوا من جانبك، بعدما كانوا يتواعدون للجلوس معك، صاروا يقولون: ائتونا بغاسل يغسله حتى ندفنه بالتراب، وتباعدوا من جنبك، ومات اسمك فلان بن فلان، الذي كانوا يعرفونك به، كما مات شخصك الذي كانوا يأنسون به، وأصبحوا وقد خيم الحزن عليهم، وضاقوا به ذرعاً.

فأسرعوا إلى المغسل، وقد جاءوا بالمغسل يا عبد الله، وجردك من الثياب، وصار يقلبك عرياناً، وقد كنت تستحي من قبل أن تُرى عورتُك.

ثم أدرجك بالأكفان، وحنطك بالحنوط، واحتملك الرجال على أكتافهم سراعاً، ثم صلوا عليك صلاة لا ركوع لها ولا سجود.

ثم حملوك على أكتافهم إلى مثواك قبل الأخير، إلى قصرك الذي عمرته، إن كنتَ عمرته بالأعمال الصالحة، فهنيئاً لك قصراً مشيداً وسيعاً فسيحاً، وإن كنت عمرته بالأعمال السيئة، فيا ويلك من حفرة ضيقة مظلمة موحشة.

ثم تذكر يا عبد الله! إذا صفوا عليك اللبنات، وأهلوا عليك التراب، وقَفَّوا من عندك، وأنت تسمع قرع نعالهم، وقد جاءك منكر ونكير.

تذكر ما هو الجواب يا عبد الله! تذكر إذا جاءك منكر ونكير، هل تجيب، وتقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد؟ أم تقول: هاه هاه لا أدري، ولا يستويان!

فإن كان الجواب الأول: يقال لك: أبشر، فهذا منزلك من النار قد أبدلك الله به منزلاً من الجنة، ويأتيك عملك الصالح شاب حسن الثياب، طيب الريح.

وإن كان الجواب الثاني: هاه هاه لا أدري، فيقال لك: انظر إلى مقعدك من الجنة قد أبدلك الله به مقعداً من النار، ويأتيك عملك السيء الخبيث.

فيا عباد الله! علينا جميعاً أن نستعد لهذا الموت الفاجع، والخطب الفادح؛ فإنه يأتي على غرة، وبدون سابق إنذار، فاعتبروا بمن اخترمتهم المنية من الشيوخ، والكهول، والشباب، والأطفال، والملوك، والمملوك، والغني، والفقير، كلهم يموتون، قال الله فيهم: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34] وقال تعالى: {قل إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8].

فاستعدوا يا عباد الله! وتوبوا إلى الله، جددوا توبة نصوحاً {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات:50].

وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015