لا شك أن الدين الصحيح الكفيل بكل ما يحتاجه البشر على وجهٍ صحيح يكفل لهم المصالح، ويدرأ عنهم المفاسد، إنه لدينٌ كامل، إنه دين الإسلام، دين الفطرة السليمة، دين الرقي الحقيقي، دين العدالة بأسمى معانيها، دين العدالة والحرية، دين المدنية بمعناها الصحيح، دين العمل، دين الاجتماع، دين التوادد والتناصح.
دين الإسلام؛ دين رفع ألوية العلم والصنائع والحرف ولم يقتصر على أحكام العبادات والمعاملات، بل شمل جميع منافع العباد ومصالحهم على مر السنين وتعاقب الدهور إلى أن تقوم الساعة، ولكن يا للأسف! ويا للخيبة! إن أبناء هذا الدين جهلوا قدره، وجهلوا حقيقته، بل إن كثيراً من أبناء المسلمين عَاْدَوْا دينهم الحنيف وأصبحوا يكبون عليه بمعاولهم ليهدموه وليفرقوا أهله، ويفضلون أهل الغرب على المسلمين؛ ظناً منهم -بعقولهم وآمالهم الفاسدة- أن الدين هو الذي أخرَّهم، وهيهات هيهات! أن يكون الدين الإسلامي هو الذي أخرهم، بل الذي أخرهم هو دين ماركس -دين الشيوعية - ودعايات بني صهيون من اليهودية وغيرها، أما الإسلام فهو دين الكمال، دين العزة والشرف، فهم لما أعرضوا عن دين الإسلام، وأخلدوا إلى الكسل، وقنعوا بالجهل؛ أصبحوا في حيرة من أمرهم.
إنهم لو عرفوا دين الإسلام وطبقوا تعاليمه، لوصلوا فوق ما وصل إليه غيرهم من التقدم والصناعات، ولكنهم تركوا دينهم، وتركوا النعيم، وأهملوا العناية بهذا الدين القويم، فوالله ثم والله لو أن أهل الإسلام قاموا بما يجب عليهم، لحازوا شرف الدنيا والآخرة.