وكذلك أمرت الشريعة بالضرب في الأرض لطلب الكسب والتجارة من غير إفراط باتباع شهوات الدنيا، فأمرت الشريعة بحرث الأرض للمعاش، وحثت على ممارسة الزراعة، وشجَّعت أهلها بما لهم من البركة والأجر العظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: {ما من مسلم يزرع زرعاً، أو يغرس غرساً، فيأكل منه طيرٌ أو دابة أو إنسان إلا كان له في ذلك صدقة} أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأمرت الشريعة الإسلامية بالصناعة مع العمل الصالح، وجاءت الشريعة الإسلامية بإقامة الحدود وردع الفساد، ولطالما تمنَّت ذلك الدول الصغيرة التي تدَّعي أنها كبيرة ولكن بحقدهم وحسدهم وعتوهم حرمهم الله ذلك.
أمة الإسلام! لقد جاءت الشريعة الإسلامية بإقامة الحدود وردع المفسدين وردهم عن فسادهم، من قتل القاتل، وقطع يد السارق، وحد الزنا والقذف وحد المسكر.
وبالجملة! فقد رسمت الشريعة الإسلامية أحكاماً لكلٍ من الزراعة والصناعة والتجارة، وأوجبت حفظ الحقوق، وأمرت بالكتابة والإشهاد، وحرمت كتمان الشهادة أشد تحريم، وما ذلك يا عباد الله! إلا لحماية الأموال، وسلامة الصدور عن التقاطع أو التباغض.
كما نهت الشريعة الإسلامية عن الغش والخداع في المعاملات {من غشنا، فليس منا} وحرمت الربا بأنواعه، وبيع البعض على بيع البعض، وحرمت النجش وبيع الغرر، كل هذا حفظاً للحقوق، وحرصاً على الضوابط بين المسلمين.
أين المسلمين من هذه الأنظمة؟! أين المسلمين من هذه الأنظمة؟! أين المسلمين من هذه الأنظمة؟! من الغش والخداع في المعاملات، من أكل الربا، من الغش بأنواعه، من بيع البعض على بيع بعض، من التدليس، من الغرر، من النجش.