فيا عباد الله! اتقوا الله عزَّ وجلَّ، وراعوا آداب الصيام، وحافظوا عليها، وقوموا بما أوجب الله عليكم من العبادات القولية والفعلية، التي من أهمها وآكدها الصلاة المفروضة التي هي آكد أركان الإسلام، والتي هي بمنزلة الرأس من الجسد، حافظوا عليها، وقوموا بأركانها وواجباتها وشروطها، أدوها في أوقاتها، في بيوت الله مع جماعة المسلمين فإن ذلك من التقوى، التي من أجلها شُرع الصيام، وفرض على الأمة، وإضاعة الصلاة منافٍ للتقوى، وموجب للعقوبة.
مع الأسف الشديد أن من الصائمين من يتهاون بصلاة الجماعة مع وجوبها عليه، وقد أمر الله عزَّ وجلَّ بالصلاة مع الجماعة في حال القتال والخوف، ففي حال الطمأنينة والأمن أولى وآكد.
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فرخص له صلى الله عليه وسلم، فلما ولى دعاه وقال: {هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب} رواه مسلم.
فلم يُرخص له النبي صلى الله عليه وسلم في ترك الجماعة مع أنه رجل أعمى وليس له قائد.
أمة الإسلام! هناك مكبرات للصوت، وإذاعة تنقل الأذان، فلقد عظُمَت الحجة علينا يا أمة الإسلام.