الحمد لله جامع الناس ليوم لا ريب فيه، يوم يجمعهم يوم القيامة يوم القارعة يوم تزلزل الأرض زلزالها يوم الحاقة يوم الواقعة، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، أحمدك اللهم وأشكرك، وأسألك أن تظلنا في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، القائل: {يا أيها الناس! اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه} اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى، وتفكروا في يوم النفخ في الصور: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} [الزمر:68 - 70].