الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّم تسليماً كثيراً
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله عزَّ وجلَّ، وابتعدوا عن المعاصي ظاهرها وباطنها.
وأذكركم وأقول لكم: أكثروا من الحمد والثناء على الله جلَّ وعلا الذي جعلكم من خير أمة أخرجت للناس، فلا تدنسوا أنفسكم بالذنوب والمعاصي، اشكروا الله تعالى على أكبر نعمة أنعم بها عليكم، وهي نعمة الإسلام والإيمان.
أيها الإخوة في الله! لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة سمحة سهلة، فيها الخير والصلاح والسعادة والفلاح لمن تمسك بها، وقام بها خير قيام.
أيها الإخوة في الله! كلنا نسمع ما في كتاب الله، والبعض يقرأ القرآن -ولله الحمد والمنة- فعلينا أن نقف عند مواعظه ونحرك بها القلوب.
عباد الله: إذا تدبرنا كلام الله جلَّ وعلا وجدنا أنه يذكر لنا ما حصل للأمم مع الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله إليهم.
فنوحٌ عليه السلام: أرسله الله إلى قومه، وهم يعبدون الأصنام والأوثان، فدعاهم إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاماً (950 عاماً) يدعوهم إلى توحيد الله عزَّ وجلَّ، فأبوا عليه، فأغرقهم الله سبحانه وتعالى.