ومن مداخل الشيطان الشبع، فإنه يقوي الشهوة ويشغل عن الطاعة, أرأيتم الصائم كيف يكون عنده من الأخلاق والآداب حال الصيام؛ لأنه حصل عنده االصيام الذي يضيق على الشيطان مجراه؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فالحذر يا عباد الله من الشبع, وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [[إياكم والبطنة! فإنها تذهب الفطنة وتثقل عن الصلاة]].
والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام, ولهذا جاء في بعض الآثار: [[ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم]] وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: {ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه} ولو لم يكن في الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله عز وجل, وإذا أغفل القلب عن الذكر ساعةً واحدة جثم عليه الشيطان، ووعده ومنّاه وشهاه, وهام به في كل واد, فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات, وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت, نعم يا عباد الله، فاحذروا الشبع.