الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب, وفتح لهم من خزائن رحمته وجوده كل باب, أنار بصائر المؤمنين فأدركوا الحقائق وطلبوا الثواب, وأعمى بصائر المعرضين عن طاعته فصار بينهم وبين نوره حجاب, هدى المؤمنين بفضله ورحمته, وأضل المعرضين بعدله وحكمته، إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, المبعوث بأجل العبادات وأكمل الآداب، صلى الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين, وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى وأطيعوه, لقد قدمت لكم نبذة يسيره عن عداوة الشيطان في الدرس الماضي وفي هذه الدرس أبين نبذة يسيرة عن مداخل الشيطان.