وهذا حنظلة بن أبي عامر، لما سمع الصيحة وهو على امرأته في ليلة عرسه قام من فوره إلى الجهاد وعليه جنابته رضي الله عنه، فلما انتهت المعركة أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تغسله بين السماء والأرض بصحافٍ من ذهب بماء السلسبيل.
نعم.
أولئك الرجال الذين يستجيبون لداعي الله وأين هم منا؟ وفي مجتمعنا الذي يسمع بعض الناس (حي على الصلاة حي على الفلاح) ولا يجيب.
بعض الذين يتزوجون يجلس سبعة أيام لا يعرف بيوت الله، وبعضهم يسافر إلى الخارج ليتعرف على الكفار ويخالط الكفار؛ يشرب معهم الخمور ويأكل معهم لحوم الخنازير، وهذا شهر العسل الذي خالف فيه حنظلة بن أبي عامر الذي غسَّلته الملائكة بماء السلسبيل بين السماء والأرض.
أولئك الرجال الذين عرفوا المستقبل الحقيقي، إنه المستقبل الذي لا يبيد في جنات النعيم في جوار رب العالمين.
أما البعض من مجتمعنا يسمعون المنادي ينادي للصلاة وكأنهم لا يسمعون، فيالها من مصيبة وياله من كسر لا يجبر، نسوا أنهم سوف يهجم عليهم هادم اللذات ومفرق الجماعات، سوف يخرجهم من القصور والفِلل العامرات وسوف يسكنون في حفر مدلهمة ليس فيها أنيس ولا جليس إلا الأعمال، فإن كانت صالحة فيالها من نعمة في روضة من رياض الجنة، وإن كانت الأعمال خبيثة فيالها من خسارة ويالها من حسرة، ما أعظمها إنه في حفرة من حفر النار.
فيا من أضاع العمر بالأعمال الخبيثة! بادر إلى المتاب قبل غلق الباب، وقبل طي الكتاب، وإسبال الحجاب إلى ما فيه.
يا عباد الله! الصلاة الصلاة! التي كان يوصي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلفظ آخر أنفاسه في الحياة وهو يقول: {الصلاة الصلاة} التي أضاعها كثير من الناس فإنا لله وإنا إليه راجعون.
عباد الله! صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وارض الله على خلفائه الراشدين أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، عاجلاً غير آجل، اللهم رد المسلمين إلى دينهم الصحيح ليكونوا عباداً لك دائماً وأبداً، لا عباداً لرمضان، ولا عباداً للشهوة، يكونوا عباداً حتى يأتيهم اليقين أسوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم أيقظنا من رقدة الغفلة، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه وجنبنا ما تبغضه وتأباه، اللهم أصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلنا وإياهم هداة مهتدين، يا رب العالمين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له يا سميع الدعاء، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.