عليكم يا من حملتم العلم بالبيان والتبصير بما يجب على المخلوق بحق الخالق جلَّ وعلا، البعض من المسلمين وهو يؤدي الصلوات الخمس في المساجد ومع المسلمين لو أوقفته قليلاً وقلت: اقرأ عليَّ من كتاب الله لم يعرف ولا حتى أمِّ الكتاب، التي {لا صلاة لمن لم يقرأ بأمِّ الكتاب}.
البعض من المسلمين لا يعرف كيف يتوضأ، البعض من المسلمين يمكث السنين ولا يعرف الغسل من الجنابة، هذا أمر عظيم حل بالمسلمين، بماذا؟ بالبعد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فعلى من نعلق هذه الأمانة؟ نعلقها على عاتق العلماء، إنها أمانة يا علماء المسلمين! فإن العلماء ورثة الأنبياء.
كذلك يوجد في المسلمين من هو غافلٌ عن الله وعن أوامره ونواهيه، لا يعرف الحلال والحرام إنما هو كالأنعام.
فهذا يحتاج إلى تنبيه، ومن المسلمين من هو معاند يحتاج إلى المجادلة بالتي هي أحسن، فعلى من نعلق هذا؟ نعلقه على العلماء الذين تعلموا العلوم، الذين ورثوا ميراث محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن العالم يحتاج إلى الدعوة إلى الله عز وجلَّ، والدعوة إلى الله أفضل وسيلة لإنقاذ البشرية.
مع الأسف الشديد! البعض من طلبة العلم إذا تخرج وتعلم العلوم وأُريد أن يجعل في مكان ليعلم أو يقضي أو ليكون كاتب عدل اعتذر وقال: إنما أكون في وسط المدينة، وإلا فلا حاجة لي في ذلك؛ فإنه مسئول عن علمه هذا.
أما علمت -يا أخي- أن في أطراف البلاد أناس لا يعرفون الله عز وجلَّ جهلاً منهم بذلك، لا يعرفون أحكام الإسلام، لا يعرفون أمور دينهم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
أخي المسلم: بادر إلى الدعوة إلى الله عز وجلَّ، فالدعوة إلى الله أفضل وسيلة لإنقاذ البشرية، إن الدعوة إلى الله عز وجلَّ تلحق الداعي إلى الله بركب الأنبياء وتحله مكانة عالية في عالم السعداء، فالبدار البدار يا علماء الإسلام! البدار البدار يا علماء الإسلام!