معنى النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم

أما النصيحة لأئمة المسلمين: فبالنصح لهم من جهة طاعته بالمعروف، ومن جهة جمع الناس عليهم حتى يستقيموا على طاعته بالمعروف، ومن جهة الدعاء لهم بظهر الغيب، ومناصحتهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، بالأساليب الحسنة والطريقة التي تكون أقرب إلى النجاح، وهو مع ذلك يفعل ما يستطيع من كل ما يعين على جمع الشمل، ورأب الصدع، وتوحيد الصف، والتعاون على البر والتقوى مع ولاة الأمور، أمير بلده شيخ قبيلته محكمته جميع من لهم شأن، يتعاون معهم بالنصح والتوجيه والإعانة على الخير، وغير هذا من جوه التعاون الذي يترتب عليه صلاح المجتمع.

وهكذا النصح للعامة، بنصيحتهم لله، وتعليمهم وإرشادهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر إلى غير هذا مما ينفع العامة ويعينهم على طاعة الله ورسوله.

وهذا جماع الدين التناصح بين الجميع لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، من سلطان وأمير وقاضٍ، وداعية إلى الله عز وجل، وشيخ قبيلة وأعيان بلاد وغير ذلك، كل من له أمر، وله إمامة، ويقتدى به؛ فالواجب التناصح معه وإعانته على الخير حتى تستقيم الأحوال، وحتى تتحد الكلمة في طريق الله الذي شرعه لعباده.

وفق الله الجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015