نصيحة لمن يدعو إلى الله وهو يرتكب المعاصي

Q ما رأيكم فيمن يدعون إلى الله ويظهر منهم الصدق في عملهم هذا؛ ولكن عندهم بعض مظاهر المخالفات من المعاصي، هل يمنع هذا من الاستفادة منهم ومن علمهم ومن دعوتهم؟

صلى الله عليه وسلم ليس من شرط الداعية إلى الله والمعلم أن يكون كاملاً، بل ينبغي أن يُستفاد من طالب العلم، ومن المعلم الداعية إلى الله، وإن كان عنده نقص في أخلاقه وأعماله؛ لكن لا يمنع هذا من نصيحته وإرشاده إلى الخير بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، مثل: أن يكون متكاسلاً عن الصلاة في جماعة، فينصح، أو أن يكون مسبلاً ملابسه، فينصح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار) ، ونهى عن الإسبال، وذمَّ المسبلين، وقال: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة) ، كذلك إذا كان يحلق لحيته أو يقصها، يُبَيَّن له ويُنصح ويقال له: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى) ، (جزوا الشوارب وأعفوا اللحى) (خالفوا المشركين) (خالفوا المجوس) (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، وخالفوا المشركين) كلها أحاديث صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، كذلك إذا كان عنده تكاسل عن الأعمال الأخرى من الخير، أو عدم العناية بالدرس، أو ما أشبه ذلك، لا يمنع هذا من أخذ الفائدة منه، مع النصيحة.

والحاصل: أن العالم قد يكون عنده نقص وتساهل في بعض الأمور؛ سواءً كان مدرساً، أو داعية إلى الله عزَّ وجلَّ، أو قاضياً، أو غير ذلك، فينبغي في هذا المناصحة السرية اللينة الطيبة حتى يحصل المقصود، وحتى يكثر الخير ويقل الشر.

وهذا هو المطلوب من المؤمنين فيما بينهم، وهو التناصح: (الدين النصيحة) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015