الحمد لله أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه الجمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، بعثه للعالمين رحمة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه خيار الأمة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد جاء سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك؟ فقال: قل آمنت بالله ثم استقم} رواه مسلم.
وزاد غير مسلم بسندٍ صحيح قال: {قلت: يا رسول الله! ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا}.
أيها الإخوة: الإيمان دليل الحيران، وعدة المحارب، ورفيق الغريب، وأنيس المستوحش، ولجام القوة، وقوة الضعيف، الإيمان ضرورة للإنسان كي يطمئن ويبقى، وضرورة للإنسان كي يسعد ويرقى، إيمان القرآن والسنة، إيمان الصحابة وتابعيهم بإحسان، علمٌ ونية، وعقيدة وعمل، من أراد السعادة فلا سعادة من غير طمأنينة، ولا طمأنينة بغير إيمان، ومن أراد الحياة الطاهرة فلا طهارة بغير استقامة، ولا استقامة بغير إيمان، والنصر على الأعداء لا يكون إلا بالجهاد، ولا جهاد بغير إيمان، والخير والبركة والرخاء لا تكون بغير أخلاق، ولا أخلاق بغير إيمان، والتعاون بين المسلمين والوحدة بين المسلمين لا تكون بغير إخاء، ولا إخاء بغير إيمان، وأفضل الطاعات مراقبة الله على دوام الأوقات.
فاتقوا الله رحمكم الله، واستقيموا إلى ربكم واستغفروه، ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخلق الأكمل.