إذا كان الأمر كذلك -أيها الإخوة المسلمون- فإن مدار تحقيق الاستقامة على وجهها يكون بحفظ القلب واللسان، فقد جاء عند أحمد من حديث أنس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: {لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه}.
ولقد كان من دعاء نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: {أسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً} فمن صلح قلبه استقام حاله فلم ينظر ببصره إلى محرم، ولم ينطق لسانه بمأثم، ولم تبطش يده في مظلمة، ولم ينهض بقدمه إلى معصية، والأعضاء كلها تكفر اللسان، وتقول له في مطلع كل صباح: {اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا} بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً وموقوفاً.