مشروعية النكاح وحرمة السفاح

الحمد لله، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؛ أحمده سبحانه وأشكره وهو الحليم الشكور؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، الشافع المشفع يوم النشور؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الظلام والنور.

أما بعد:

أيها المسلمون: الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز، ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها، ويسيِّرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محوراً تدور عليه الآداب النفسية والاجتماعية.

إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتاً، ولا تبني أسرةً، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعاً طاهراً.

إن الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة، تشترك فيها الآمال والآلام، ويؤخذ فيها حساب الحاضر والمستقبل، مَحْضِنٌ لذرية صالحة، ومنشأٌ لجيل طاهر، فيه الأبَوان حارسان أمينان لا يفترقان.

هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم بأحكامه.

هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصية في ركن لا يطالها إلا فئات شاذة لا يؤبَه بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015