أيها الإخوة المسلمون: كم سيكون الواقع مريراً والأمر خطيراً إذا فرط العبد في وقته، وذهل عن هذه الحكم الباهرة، ذهل عن مسئوليته وإضاعة أوقاته.
إن كثيراً من مواقع الفشل، ومواطن الخلل عند المسلمين المعاصرين، تظهر وتتجلى في حساب إنتاجهم وإضاعتهم لأوقاتهم.
إن إنتاج بعضهم في عملهم اليومي لا يجاوز حصيلة نصف ساعة، إن الحال مخيف حينما تكون المحاسبة جادة، كيف يستثمر المسلم طاقاته وقدراته، وبماذا يصرف أوقاته وساعاته.
إنها صورة فاضحة من حالة الوهن الحضاري، حين يسيطر الكسل، ويدب الضعف، ويقتل الوقت، وتفشو الاتكالية، فتنتهي الأمة إلى مرحلة القصعة التي تتخاذل حتى تتكالب عليها الأمم؛ لأكل خيراتها وتعطيل طاقاتها.
أيها المسلمون: إن حل هذه المسألة: هو إعادة النظر في تصويب معادلة الزمن، ليصحح مساره، وتسقط الأمة وأفرادها في محاسبة للنفس جادة، ولأمر ما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وفي وصية من آخر وصاياه: {إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، ثم قرأ عليه الصلاة والسلام: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]}.