Q تقام محاضرات بين الحين والآخر في النادي، ولكن نلاحظ إحجام البعض، وخاصةً كبار السن عن الحضور، مما يوقع المسئولين في حرج، نرجو توجيه كلمةٍ بهذه المناسبة، وإبداء الصورة الحقيقية للنادي؟
صلى الله عليه وسلم على كل حال جلب المستمعين يكون بعدة أمور:
منها الحرص على ألا يكون إلا مع من يرضاه الناس، والحمد لله الناس في هذه البلاد -أقصد بلادنا كلها- هم على خير، ولا يحبون إلا الخير، ويكرهون السوء، والدعوة إلى السوء.
وحقٌ على النادي أن يجتهد في أن يكون ما يدعو إليه يحقق رغبات هؤلاء المشايخ والآباء، ثم أيضاً قد تكون هناك ظروف وأشياء تحول دون هذا، وخاصة قد يكون بعد المكان، أو موعد المحاضرة أو الندوة غير مناسب، ونحو ذلك، لكن على كل حال لا شك أن الأصل هو أن المسلمين يتكاتفون في هذا، ويعلموا أنهم إن لم يشغل مثل هذا أهل الحق، فإنه سوف يشغله أهل الباطل، وكما قيل: إن العقل -ومثله النادي- كالإناء إن لم تشغله بالماء شغله الهواء، فلا بد من شغله، ولهذا أنصح كل من عنده وقت، وكل من عنده حسن توجيه ونفع ويريد الاستفادة أن يقصد مثل هذه التجمعات ليكثر سواد أهل الحق، ويكثر سواد أهل الخير، ويغيض إن كان فيهم أهل باطل، وبهذه النظرة، وهذه النفس إن شاء الله مع لباقة وانفتاح في النفس وانشراح، ولا يأتي إنسان منغلق ناقم؛ فهذا أيضاً لا يفيد ولا يجدي، ولا يحقق الغرض المطلوب.