المقدم: أليس من الانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم أن ندعو إلى هذا الدين وإلى ما جاء به عليه الصلاة والسلام بالطرق السليمة والوسائل التي أمرنا بها ربنا جل وعلا فقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125].
أقرأ هنا نصاً قصيراً للأديب الإنجليزي برنارد شو في كتابه (محمد)، هذا الكتاب الذي أحرقته السلطة البريطانية؛ يقول: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد.
وهنا أيضاً عدد من المقولات لبعض المنصفين.
ألا ينبغي أن نكون أكثر حكمة وأكثر هدوءاً في دعوتنا حتى نستهدف بها هؤلاء المنصفين كي نستميلهم إلى ديننا.
الشيخ: بلا شك أن مثل هذه الأقوال تثبت للعالم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح -حتى عند من يخالفه عليه الصلاة والسلام أو يعاديه- هو رجل الإنسانية وهو الإمام الأفضل عليه الصلاة والسلام وهو القدوة، حتى أن مايكل هارت الذي ألف كتاب العظماء المائة جعل العظيم الأول محمداً صلى الله عليه وسلم، وقال: إني أعرف وأعلم أن الأمريكان سوف يغضبهم هذا، لكن ماذا أفعل؟ هي الحقيقة تفرض نفسها.
وغيره كثير ممن اعترفوا بهذا كـ غوستاف لوبون وكـ كريسي ميرسون وغيرهم.
ولكن ماذا فعلنا نحن أمام هذا الميراث الخالد الذي ورثه لنا عليه الصلاة والسلام، فإنه أعطانا أمانة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فقال: (بلغوا عني ولو آية)، وقال: (وبشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا)، وقال: (إنما بعثتم ميسرين)، فدل على أنا بعثنا بمبعثه صلى الله عليه وسلم، يعني: نحن تكلفنا حمل هذه الرسالة ولنا الشرف، فماذا فعلنا في هذا الميراث يجب أن الذي ننشره للناس.
الآن اليهودي يدعو لليهودية مع العلم أنها محرفة وملغاة ومنسوخة برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، والنصراني يدعو للنصرانية مع العلم أنها منسوخة ومحرفة وملغاة برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكذلك البوذي، فكيف بالمسلم الذي هو على الحق والدين الخاتم والدين الوسط، حتى يقول سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].