والذي عليه أهل السنة أن المهدي رجل من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه يكون في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
وظاهر النصوص والعلم عند الله يدل على أن الأقصى يحرر قبل خروج المهدي، ثم بعد ذلك تتكالب الأمم على هذه الأمة وقت خروج المهدي، فيصلي المهدي بالناس في المسجد الأقصى، وتقام صلاة العصر، وفي الوقت الذي تقام فيه صلاة العصر قبل أن يتقدم المهدي للإمامة ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فإذا طأطأ رأسه يظن من يراه أنه يقطر، وهو لم يخرج من ديماس، والديماس هو المكان الذي يتوضأ فيه، أي: ليس متوضئاً، قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنه رجل مربوع، يميل إلى الحمرة، يظهر كأن به بلل وإن لم يكن متوضئاً).
وعندما ينزل عيسى يتأخر المهدي، فيمتنع عيسى عن التقدم، ويتقدم المهدي ليصلي، وقد قيل في تعليلها والعلم عند الله: أن عيسى في قلبه الإنجيل، وأما المهدي ففي قلبه القرآن، والقرآن مقدم على الإنجيل، ومن هنا تعلم يا حافظ القرآن كله أو بعضه أي علم موجود في صدرك.
فيتقدم المهدي فيصلي بالناس، ومع عيسى ابن مريم حربة يقتل بها الدجال، والدجال قد خرج في أيام المهدي، لكن الله جل وعلا يقتله على يد عيسى ابن مريم.