Q يقول: إنه شاب مبتلى بإخوان غير ملتزمين ولكن أباه -حسب قوله- رجل صالح، وإنهم ابتلوا بشيء من الآلات التي تكون سبباً في وجود الفساد، فكيف التصرف معهم؟
صلى الله عليه وسلم مسالة أن الإنسان يبتلى بإخوان غير صالحين قل من يسلم منها، وهي تضاعف المسئولية على الوالد وتضاعف المسئولية على الابن الصالح في البيت.
ولذلك يقع واجب عظيم على الإخوان الذين منَّ الله عليهم بالهداية في بذل الجهد في دعوة إخوانهم من الشباب الذين يسكنون معهم في بيت واحد وتحت سقف واحد، فأما كون المؤمن يبتلى بآلة في بيته وراءها شر مستطير، فإننا نقول أولاً: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم نقول: إن وقعت وكانت ووجدت فإن السبيل يكون بأن تضرب الصفح ذكراً عنها في المواجهة المباشرة, ولكن حاول أن تكسب إخوانك شيئاً فشيئاً ولا تملي عليهم زيداً أو عمرو فلو قلت لهم: قال الشيخ فلان! أو يفعل الشيخ فلان فإنهم لا يجدون غضاضة في أن يتجرءوا عليك؛ لأنهم بشر، ولكن ادخل إلى قلوبهم من باب وصف هدي محمد صلى الله عليه وسلم فإنني لا أظن أن مؤمناً يخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم فلا يملك المدعو إلا إن يغض الطرف ويسلم بالأمر، وإن لم يفعل فإن أقل القليل أنك تسلم من ردة فعله, ثم أبدا بالأقرب منهم إلى الهدى فإذا كنتم اثنان فإن جهد الاثنين ليس كجهد الواحد، فإذا ضممتم إليكم ثالثاً فإن جهد الثلاثة ليس كجهد الاثنين، وهكذا شيئاً فشيئاً مع إلانة القول لهم حيناً والوعيد حيناً آخر بحسب الحال.
فإن كانوا مجتمعين غلِّب جانب الرقة وإن كان واحداً غلب جانب الوعيد؛ لأنه لا يملك أن يرد عليك، لكن إن كانوا كثيرين فلا تأتيهم بالوعيد فربما تسلطوا عليك، وإنما ائتهم بالرقة والحنان واتخاذ أسلوب الوعد علّ الله جل وعلا أن يمن عليهم وعلى شباب المسلمين بالهداية.