Q إني شاب طالب في إحدى المدارس، ويدرس في هذه المدرسة طالب مسيحي، فدلني جزاك الله كل خير هل أبدأه بالسلام؟ وكيف أستطيع دعوته علماً بأنه يدرس معنا الكتب الدينية، ويقرأ القرآن، جزاك الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم أقول: ما ذكرته في أن من زملائك في المدرسة شاب مسيحي فإننا نوصيك بما يلي: أولاً: أما بدؤه بالسلام فهذا أمر قد جاء فيه نص بالنهي عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا اجتهاد مع النص، فلا تبدأه بالسلام.
ثانياً: أن تنوي في قلبك دعوته، وأنما ستقوله وتخبره وملاطفتك إياه داخلة ضمن جهودك في دعوته إياه، ثم يعقب ذلك أن تحاول أن تجامله في القول، وأن تعطيه صورة طيبة عن دين الله جل وعلا العظيم، وأن تستغل أوقاتاً معيناً وفرصاً قد تتاح لك في التنبيه أو لفت النظر أو التركيز على مسألة بعينها تخبره من خلالها بما يشمل عليه هذا الدين من صفات ومبادئ قويمة لا تخفى إلا على من أغفل الله قلبه، ولكونه صغيراً في السن طالباً في المدرسة، ولكونه واحداً ضمن جماعة من المؤمنين فإن الغالب أن يقل تأثره عليكم؛ لذلك من الممكن أن تؤثروا أنتم عليه، ولا تقابلوه بالسخرية منه والاستهزاء به، ولا التحلق والتحزب ضده، ولكن يكون بالكلمة الحسنة، لكن الأهم في الأمر أن يشعر في كل كلمة تعطيه إياها أنك تفعل هذا لأن الدين الإسلامي يمليه عليك، قال الله جل وعلا: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} [الممتحنة:8] إلى آخر الآية، ومن ذلك: إهداؤه هدية، دعوته إلى منزلك، دعوته عن طريق الأشرطة النافعة خاصة أشرطة الفيديو التي فيها المناظرات القيمة وما شابه ذلك، التي تجلو بصيرته، وتنير قلبه؛ عل الله جل وعلا أن يرزقك أجر هدايته، والله تعالى أعلم.