قال ابن القيم رحمه الله: إن العرش لما طهُر صلُح لأن يستوي الله جل وعلا عليه، وخلق الله القلوب، فالقلب إذا طهُر صلح أن يملأ بمحبة الله جل وعلا ومعرفته وإرادته.
وأقرب القلوب من العرش ومن الله جل وعلا أكملها طهارة وأعظمها نقاءً، وأبعد القلوب عن الله تعالى القلوب القاسية: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الزمر:22].
قال العلماء: إنه ما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تبارك وتعالى، قلبه قاسياً.
وقالوا: إنه إذا هبّ نسيم الشوق إلى الله جل وعلا أذهب ما في القلوب من التعلق بالدنيا وزخرفها.
وهذه القلوب جعلها الله آنية، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم: (أن لله آنية من أهل الأرض، وآنية الله من أهل الأرض قلوب عباده الصالحين التي ملأها من محبته وطاعته ومعرفته جل وعلا).
وحتى يكون الأمر أوضح: فإن الفؤاد هو عمق الدائرة النفسية كما يقول علماء النفس، وهذا له شاهد من القرآن، فإنه ينبغي عليك أن تتذكر كل آن وحين أن الله جل وعلا خلق النار ليذيب بها القلوب القاسية، قال سبحانه: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ} [الهمزة:5 - 7].