Q فضيلة الشيخ نريد أن تذكر بعض الكتب، وتنصح بعض طلاب العلم في شتى العلوم؟
صلى الله عليه وسلم إذا كان الطالب مبتدئاً فعليه بتيسير العلام لشرح عمدة الأحكام في الفقه، أنا أتكلم في المبتدئين؛ لأنه مشروح للشيخ: عبد الله البسام وفقه الله، وشرح العقيدة الواسطية للعلامة: ابن عثيمين غفر الله له ورحمه، وسلسلة الشيخ: عمر الأشقر في العقيدة (الجنة والنار) (القيامة الكبرى) و (القيامة الصغرى) و (الرسل والرسالات) وتفسير الحافظ ابن كثير، والروض الأنف للسهيلي في السيرة، وإن تعذر عليه روض الأنف عليه بكتاب: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لـ مهدي رزق الله، وإن كان تاريخه كثيراً، والروض الأنف مظنة أخبار، أو السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة لـ محمد أبو شهبه ومن باب الفتاوى: فتاوى الشيخ: عبد العزيز بن باز غفر الله له ورحمه، بعد ذلك شرح الزاد للروض الممتع للشيح ابن عثيمين غفر الله له ورحمه إلى الآن في اثني عشر مجلداً، هذه نوافع مما ينفع الله جل وعلا بها طالب العلم.
Q هذا سائل يقول: قررت الجدية في طلب العلم، وترك التشتت فبماذا تنصحونني؟
صلى الله عليه وسلم الجدية في طلب العلم وعدم التشتت لا يعني أن تفرط فيما عليك من واجبات، وتغيب عن أمك وأبيك وأمور كثيرة بحجة طلب العلم.
لا تطلب العلم لتعظم، أو بتعبير أصح: عش حياتك حياة طبيعية حياة الأنبياء، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام أئمة في المحاريب، يحركون القلوب إذا وعظوا، موسى عليه الصلاة والسلام لما وعظ الناس حرك القلوب فقال له نفر من بني إسرائيل: هل هناك أحد أعلم منك؟ فنسي أن ينسب العلم إلى الله قال: لا، فعاتبه ربه.
كن في درسك ضابطاً قائماً بمنهجك، وبين يدي شيخك مؤدباً، لكن لا تأتي عند والديك أو عند أبنائك على أنك طالب علم تنتظر منهم أن يجلوك؛ لأنك الآن ابن ولست طالب علم، أنت طالب علم في المسجد بين أقرانك، لكن حق الوالدين عليك عظيم، عش كما كان الأنبياء يعيشون.
تسئل أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته تقول: كان في مهنة أهله، العظيم يعيش عظيم أينما كان لأنه لا يستمد عظمته من الناس، وإنما عظمته بالعظائم من المعتقدات التي يحملها في قلبه.
في صلح الحديبية كتب النبي صلى الله عليه وسلم: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، قال سهيل: لو كنا نعلم أنك رسول الله ما حاربناك، اكتب أسمك وأسم أبيك، فأمر النبي علياً أن يمحها فرفض علي، فقال صلى الله عليه وسلم: (دلني عليها) علم الله به أمماً وهو لا يعرف يخط بالقلم، لا يدري أين محمد من رسول من الله، فدله علي عليها فمسحها.
موضع الشاهد قال عليه الصلاة والسلام (إني رسول الله وإن كذبتموني) أنتم رضيتم أو لم ترضوا، صدقتم أو ما صدقتم أنا رسول الله، فأنت إن شاء الله إذا كنت تحفظ القرآن تطلب علم، وافق الناس أو لم يوافقوا، فإن جئت في محفل لم يأبه بك أحد، ولم يستمع لك أحد فأنت طالب علم، النقص فيهم ليس فيك.
ثم لا تقل كل علمك لكل أحد، الشافعي يقول: أأنثر دري بين سارحة الغنم! لأن قطع الدرر تخرجها لمن يعرف قدرها، عش حياة عادية، لكن إن كنت تبحث عن إجلال من الناس ستتعب كثيراً، ومن أحب شيئاً عذبه الله به.
موسى عليه السلام قال له ربه: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} [الأعراف:144]، وماذا قال الله عن الخضر قال: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف:65] هذا مقامهما عند الله، موسى والخضر دخلوا على أهل القرية: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} [الكهف:77] ما وجدوا لهما قدراً، لكن لم يغير بشخصية موسى، ولا بشخصية الخضر أن أصحاب القرية لم يعرفوا لهما قدراً، فإذا كانت عظمتك في نفسك المبنية على إيمانك وثقتك بربك لم تلتفت إلى الناس، إذا أتوا لك بسيارة عند باب المسجد فاركبها، فإن لم يكن هناك سيارة فامش على قدميك كل هذا لا يغير فيك إن كنت عظيماً في داخلك، أما إن كنت تبحث عن هذه الأشياء ستتعب كثيراً، سيأتيك ما لا تطلبه.
لا تنتظر من الناس أن يعظموك أو يجلوك، العظيم كما قلت عظيم في نفسه، هذه أحد أعظم أسباب عظمة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.