Q يقول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] إلى آخر الآية، ولا شك أن الدعوة إلى الله أمر طيب، فهل الخروج مع جماعة التبليغ دون علم يجوز، أم يقوم الإنسان بطلب العلم مقدماً ثم الخروج، حيث إنهم يخرجون في جماعات وإلى بلدان غير إسلامية؟
صلى الله عليه وسلم الذي أرى أن الخروج إلى بلدان غير إسلامية، أو الخروج للدعوة، وتفريغ الإنسان نفسه للدعوة، يحتاج لأن يكون الإنسان على مستوى من العلم، أما مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {بلغوا عني ولو آية} فصحيح، أي: أن الإنسان إذا علم شيئاً يجب أن يبلغه ولو كان قليلاً، فإذا رأيت أحداً على خطأ وأنت تعرف أنه خطأ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فتقول له: هذا خطأ، لكن كونك تجلس في المسجد كي تدرس الناس وأنت لا تعرف إلا شيئاً يسيراً فتفتي بغير علم، وتقول مالا تعرف، فهذا لا يجوز.
زكذلك كونك تخرج للدعوة وأنت في نفسك بحاجة إلى أن تكون نفسك؛ لأنك ستدعو الناس إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فربما إذا لم تكن محصناً بعلم صحيح من الكتاب والسنة أنك تقع في الخطأ، وربما تعمل ببدعة وأنت تظن أنها سنة، وربما تستشهد بحديث موضوع وأنت تحسب أنه في صحيح البخاري وربما تقرأ آية غلطاً أحياناً، وربما تأتي بأمثلة تضربها للناس وتعتقد أنها تكفي في الإقناع، وفي الواقع أنها لا تكفي لأنه لا بد من ربط الناس بالكتاب والسنة، فالإنسان أرى أنه لا بد أن يعد نفسه إعداداً جيداً قبل أن يخرج، خاصة إذا كان سيذهب إلى بلاد الكفار ليدعو الناس، وهناك مشكلات ومغريات، وشبهات وشهوات قد يتضرر منها الإنسان.