وقفة أخرى: إن مما يؤسف أن يكون هناك تعتيم إعلامي في مصر وغيرها على الدور الكبير الذي يقوم به رجال الإسلام ودعاته في مصر في مساعدة المنكوبين.
فقد قامت النقابات الإسلامية -كنقابة المهندسين ونقابة الأطباء- بجهود كثيرة وأرسلت مبالغ مالية وخيام ومساعدات وإعانات وإغاثات كثيرة، وجندت أعداداً كبيرة من المهندسين لمعاينة المواقع والبيوت والدور وغير ذلك.
فوجدنا أن هناك انزعاجاً من الحكومة من هذا العمل، وقالت: إن هؤلاء يستغلون تلك الأزمة أو ذلك الموقف المأساوي للدعاية الشخصية لأنفسهم، فسبحان الله! أولاً: هب أنه يستغل ما يستغل، ما دام أنه يساعد في أزمة ويقف فقد أذنتم لليهود والنصارى وكل المشركين أن يقفوا حتى إسرائيل تعرض خدماتها، وقد بعث إسحاق رابين إلى الحكومة المصرية رسالة تعزية وعرض إمكانياته وخدماته لمساعدة الحكومة في تلك المناسبة.
وأما أمم الأرض النصرانية فكلها ساهمت أو شاركت فلماذا يظل أهل الإسلام ممنوعين؟! وكلما قاموا بعمل خير إنساني قيل: إنهم يستهدفون من ذلك دعاية إعلامية أو ترويج!! ثم الدولة نفسها ماذا كانت تريد من وراء أعمالها ودعاياتها وأقاويلها؟! بل ماذا كانت تريد على مدى السنين الطويلة حينما كان إعلامها وإعلام الدول الأخرى مجنداً للثناء على إنجازات حكومية مزعومة وإغراء المواطنين بها، والمبالغة في تصويرها حتى لا يفتح المواطن عينه ولا أذنه إلا على ثناء وتبجيل وتطبيل ودعايات طويلة عريضة صادقة حيناً، وكاذبة في الأعم الأغلب عن إنجازات وأعمال وأشياء لا رصيد لها من الواقع، أو كانت صغيرة فكثرت أو كانت عادية فوضع حولها هالة، ولم يكن الهدف من وراء ذلك كله إلا كسب ولاء الناس وكسب قلوبهم، فلماذا يكون حلالاً لهم حراماً على غيرهم؟