سابعاً: لا مانع أن يعتقد إنسان خطأ الداعية فلان، وأن ينتقده ولو كان الحق مُرَّاً فقد تعودنا بحمد لله على سماع النقد والنصيحة سواءً أكانت بالحكمة والموعظة الحسنة أم كانت بغير ذلك، وليطمئن الإخوة أن سماعنا للنصيحة بل سماعنا للشتيمة -أيضاً- لا يقلقنا ولا يزعجنا ولا يضيق صدورنا ولا يجعلنا نسهر الليالي، فقد تجاوزنا ذلك كثيراً والحمد لله، وأصبح لا يأخذ من وقتنا ولا من جهدنا ولا من اهتمامنا شيئاً يذكر.
بل الذي يحسن إلينا ليس هو الذي يأتينا بهذا الشريط وهذا الكتاب وهذه الورقة، ويقول: فيه كيت وكيت بل من يطوي ذلك عنا، فعندنا مما يعتقد أنه عمل مفيد مثمر في نفع الناس، ودعوتهم ونفعهم في دينهم وفي دنياهم، والتواصل مع المسلمين في القريب والبعيد ما نعتقد أن فيه غناء، ونرى أن العمر يضيق عن بعض الأشياء التي تقبل التأجيل أو تقبل الإهمال.
أما التركيز على العيوب والمآخذ فأرى أنه لا يصلح؛ لأنه من أسباب الرد، ونحن كغيرنا بشر ينبغي على الإنسان إذا أراد أن ينتقد أحداً أن يحرص على نقده بالتي هي أحسن.
أما مسألة الكلام في المقاصد والنيات فهذا لا ينبغي.