من أهداف الاجتماع

إذاً قد كان الهدف الأول من خلال هذا العمل النبيل الكبير الناجح المفيد: هو إعطاء الزخم الإعلامي اللازم للدروس العلمية، والنشاطات الدعوية والتربوية في هذه المنطقة، وقد تحقق ذلك بحمد الله تعالى كما أن الشريط الذي سجل عليه ذلك الحفل سوف يؤدي دوراً آخر في هذا المجال.

الهدف الثاني: هو توسيع نطاق الدروس العلمية، وذلك أن الكثيرين سوف يُقبلون على هذه الدروس ويحرصون عليها، ويعملون بها من قبل أن لم يكونوا كذلك، ونحن نحتاج إلى عدد كبير يحيون هذه الدروس ويكثرون الإقبال عليها [[فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا]] كما قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.

الهدف الثالث: هو تطبيع العلم والحفظ فإن الكثير كانوا يقولون: أحياناً لا فائدة من الحفظ ولا جدوى منه، وأي فائدة من أن يحفظ إنسان صحيح البخاري مثلا فنكون أضفنا بذلك نسخة جديدة من نسخ صحيح البخاري.

وكان آخرون يقولون: الحفظ مهم ولا شك، ولكنه أمر صعب عسير ولا يتيسر إلا لأصحاب المواهب الفذة والملكات النادرة، فاستطعنا بحمد الله تعالى أن نقول لهم من خلال ذلك الاحتفال: كلا! الحفظ مهم والحفظ -أيضاً- ميسور بصورة عملية لكل إنسان، وليس شرطاً أن يحفظ الإنسان الصحيحين مثلاً، بل قد يكون قادراً على حفظ الصحيحين، وقد يستطيع أن يحفظ ما هو دون ذلك "وكل ميسر لما خلق له" قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17] .

وكذلك السنة هي وحي ميسر سهل، ويستطيع الإنسان أن يحفظ منها شيئا.

ً فإن لم يحفظ صحيح البخاري، أو مختصره، فبإمكانه أن يحفظ بلوغ المرام أو عمدة الأحكام، وإن لم يتيسر له ذلك فلا أقل من أن يحفظ مائة حديث، فإن لم يستطع فبإمكانه أن يحفظ الأربعين النووية ليتسنى له حفظ شيء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

إذاً الحفظ ليس حكراً على طبقة من أصحاب المواهب النادرة والملكات الفذة بل هو أمر ميسور للجميع.

وقبل سنوات ليست بالبعيدة كنا نعد من يحفظون القرآن على رؤوس الأصابع، وكان الناس يقولون: كان فلان رحمه الله يحفظ القرآن، فيذكرونه بعد ما أصبح رفاتاً رميماً في قبره؛ لأنه كان يحفظ القرآن.

أما اليوم فقد أصبحنا نرى أطفال الكتاب يحفظون القرآن وهم في السنة الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، فأي خير أكبر وأعظم من ذلك؛ فالحمد لله على ذلك.

إننا نعد تطبيع العلم الشرعي وتسهيله وتيسيره وجعله في متناول أي إنسان من أعظم المكاسب والخطوات التي ينبغي أن نسعى إليها ونحرص على تحقيقها.

أما الهدف الرابع: فكان ربط الناس بعلمائهم مشاهدة واستماعاً ورؤيةً ومحبةً، وقد تحقق ذلك -بحمد الله- سواء أكان ذلك من خلال برنامج مسابقة السنة، أم من خلال ما تبع ذلك من الدروس والندوات والمحاضرات والاحتفالات وغيرها.

أما الهدف الخامس: فهو الإعلان عن شمولية التعليم والتربية التي ندعو بها وننادي إليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015