الإيجابية الرابعة: وتعتبر هذه من الإيجابيات المهمة عند الشباب وهو بعدم انفتاح هؤلاء الشباب على الثقافة المنحرفة، فنحن ندري اليوم أن المجتمع يضجّ بألوان من الثقافات المنحرفة، كالثقافات الأدبية مثلاً المتمثلة في أطروحات الحداثيين أدباً كانت أو شعراً، أو قصة، أو أقصوصة، أو مقالة: أو نقداً، إلى غير ذلك من ألوان الفكر المنحرف الذي أصبح اليوم يطرح في الساحة، فضلاً عن الفكر الفلسفي، الفكر الوجودي، الفكر الإلحادي.
هؤلاء الشباب منغلقون عن هذا الفكر، لأنهم لا يتعاطون أصلاً قراءة الكتب، وليس لديهم رغبة في ذلك، ولا كذلك قراءة المجلات، سواء أكانت أدبية، أم ثقافية، ولا قراءة الملاحق التي تصدرها بعض الصحف، إذا كانت أدبية، أو ثقافية أيضاً، إنهم حين يشترون الجريدة، أو المجلة لا يهتمون إلا بصفحة الفن والرياضة، ثم يلقون بالجريدة بعد ذلك.
إذاً: ليس ثمة انحرافات فكرية عميقة لدى هؤلاء الشباب، إلا في حالات خاصة ولاشك أن هذا من ناحية إيجابية، توجب على الدعاة إلى الله عز وجل والعلماء، والتربويين، والغيورين، أن يعملوا على الإسراع بملء عقول هؤلاء الشباب بالنافع المفيد، وإن كنت أعتقد أن مشاهدة هؤلاء الشباب للأفلام، وحوالي (70%) منهم أثبتوا أنهم يشاهدون أفلام الفيديو، من بينها أفلام عربية، وأفلام أجنبية، وأفلام نظيفة، وأفلام غير نظيفة، وأفلام المصارعة، وأفلام المناظرة، وقد يشاهدون الأفلام التي قد انتشرت أخيراً عن مأساة الأكراد في حلبجة وغيرها.
المهم مشاهدة تلك الأفلام المنوعة، خاصة الأفلام الأجنبية، والأفلام العربية، والبرامج الإعلامية، سواء أكانت برامج مسموعة، أو مرئية لابد أن تترك هذه الأشياء أثراً سيئاً في عقولهم وفي مفاهيمهم، لكن مما يحمد أنهم لا يحملون بعد أفكاراً، أو مبادئ، أو مذاهب منحرفة.
فأقول: هذه فرصة قبل أن يصل إلى عقولهم بعض حملة الأفكار الشاذة، والأفكار المنحرفة فيسمموها ويحولون بينهم وبين الهداية.
أيها الإخوة: لقد آثرتُ أن تكون هذه المحاضرة خاصة بوصف واقع أولئك الشباب، والجوانب الإيجابية، والجوانب السلبية في واقعهم، ووعدتكم في الأسبوع القادم -إن شاء الله- بعقد محاضرة أخرى في المكان الذي سيحدد بإذن الله -تعالى- لاحقاً عن مسئولية المجتمع عن انحراف الشباب، وفي الأسبوع الثالث -أيضاً- سوف نتناول الجزء الثالث والأخير من هذا الموضوع، الآن ننتقل إلى الأسئلة.