من سلبيات هذه المجالس التي يجلسون على الأرصفة، أو في الأحواش وغيرها ما يلي: أولاً: جلوس الصغار مع الكبار بصورة ملفتة للنظر، ولها أكثر من معنى: هي أولاً: مدعاة للفتنة والتعلق من الكبير بهذا الصغير، تعلقاً يجعل قلبه متعبداً له، حتى كتب إليَّ أحد الشباب يحلف لي بالله ويقول: إنَّ صديقاً لي -أيام ما كانوا في زمن الانحراف- سافر من يحبه مع أهله إلى مكة لأداء العمرة، يقول: فكان يبكي كالمرأة أمامنا، وتنهل دموعه ويقول فيه القصائد الطويلة، يشتاق إلى لقائه، فهذه من مفاسد هذه الاجتماعات.
كذلك فهي سبب للوقوع فيما حرم الله عز وجل من المعاصي والموبقات، وقد توصل الإنسان والعياذ بالله إلى ارتكاب الفواحش، التي تكون سبباً في سخط الله عز وجل ونقمته من الفرد ومن المجتمع الذي يقر هذا الفرد على فساده.
ومن مضار اجتماع الكبار مع الصغار أيضاً: أن الصغير أحياناً يشعر بأنه صغير، وأنه بحاجة إلى أن يثبت أنه رجل، ولكي يثبت رجولته فإنه يقوم بتقليد الكبار في الأعمال التي يعملونها، من أجل أن يثبت أنه قد اكتمل وأصبح رجلاً سوياً، فقد يدخن مثلهم، أو يقوم بممارسة الأعمال التي يمارسون، لا لاقتناعه بها، لكن ليثبت أنه رجل، وأنه مستقل بنفسه، ويتخذ القرار الذي يريد، وليس لأحد عليه سلطان لا أهله ولا غيرهم.
ومن مفاسد وسلبيات هذه المجالس: ثانياً: ترك الصلاة، سواء صلاة الفجر بسبب أنهم يتأخرون، ويسهرون وغالبهم يسهرون ما بين الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى الثانية ليلاً، وبعضهم يسهرون إلى قبيل صلاة الفجر، ثم ينامون عن الصلاة، أو السهر عن غيرها من الصلوات، أو التأخير عن غيرها من الصلوات الأخرى، وقد يمر وقت الصلاة، أو أكثر وهم على مجلسهم لا أحد يهيجهم هناك.
السلبية الثالثة: تبادل الشتائم واللعنات: حتى التحية عندهم والعياذ بالله أصبحت شتيمة ولعنة، يقول لي أحد التائبين: إن هذا الأمر حدث له شخصياً، وذلك أنهم خلال تلقي بعضهم لبعض، إذ تأخر أحدهم لا يسألونه أين كنت؟ أو أين غبت؟ إنما يبدءون بالشتيمة واللعنة والعياذ بالله أما ذكر الله، أما التسبيح، أمَّا التهليل، أمَّا الاستغفار، أمَّا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أمَّا كفارة المجلس، فإنهم لا يعرفون عن هذا شيئاً والله المستعان.