العناية بالشكليات

الأمر الخامس: حيث يقضي هؤلاء الشباب وقتاً طويلاً في العناية بالشكليات، سواء شكليته هو، أم شكلية السيارة.

أما هو فالعناية بتصفيف الشعر، وموديلات الثياب، والخروج أحياناً بلا طاقية، أو بلا فنيلة، أو بتسريحة شعر غريبة تلفت أنظار الآخرين، وقد يعمل على لفت نظر الناس إليه بكل وسيلة، حتى لو كانت أحياناً وسيلة لا تليق بالرجال.

يقول أحد العائدين: إن أحدهم إذا أراد أن ينظر إليك، لا بد أن يلتفت إليك بجميع جسمه، لا يستطيع أن يحرك رأسه بحرية، حتى لا يفسد تصفيف الشعر، إضافة إلى أن لا يفسد الهندام الذي يعتني به أتم عناية، وهم يستخدمون القصات الغربية، كقصة مايكل جاكسون، أو قصة الأسد، ويترددون على أماكن الحلاقة وتصفيف الشعر المخصصة لذلك، وحدثني أحد الإخوة أنه رأى شاباً يضع خلف رأسه ما يسمى بالبكلة.

وقد بلغ الأمر ببعض هؤلاء إلى استخدام المكياج أيضاً، ويقولون هناك مكياج خاص بالرجال، نعم هذه حالات شاذة، لكن النار إنما تنطلق من شرارة، وقد تحرق أمة بأكملها.

ومن هؤلاء من يلبس أحدث الموديلات التي رسمت عليها صور اللاعب الفلاني، أو المغني الفلاني، أو المصارع الفلاني، وقد يُكتب عليها عبارات باللغة الإنجليزية أي قد يكون مكتوباً عليها أصلاً عبارات باللغة الإنجليزية لا يفهم هؤلاء معناها.

وهكذا العناية بالسيارة، وتغسيل السيارة، وغسل الإطارات، وترصيصها بحيث يستنفذ من الشاب وقتاً ليس بقليل.

أذكر شاباً كان يسكن بقرب بيتي، لا أكاد أذكر أنني مررت من عنده يوماً من الأيام إلا ووجدته عاكفاً على غسل سيارته، وبالذات غسل كفراتها، والشارع من حوله يموج بالماء، ومن الناس من همه يتعلق بسحب (سُسَتْ) السيارة، أو مد الصدام، أو وضع الزجاج الملون، أو الأنوار الملونة، أو ما أشبه ذلك، هذه جوانب سلبية -لا شك- من واقع هؤلاء الشباب، وإنما قصدت بها كما ذكرت في البداية أن نأخذ صورة حقيقية عن واقعهم، لأن معرفة الواقع، أو معرفة المرض هي بداية العلاج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015