مساوئ المبالغة في تهويل الواقع السيئ

إن المبالغة في تهويل الواقع السيئ لها مساوئ منها ما يلي: أولاً: الازدراء على الناس، واحتقارهم، وتقبيح أحوالهم، وفي صحيح مسلم -أيضاً- {أن رجلاً من بني إسرائيل ذكر له رجلٌ فاجر مسرف على نفسه، فقال: والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل: (من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك) } .

إذاً ازدراء على الناس، واحتقارهم، وتقبيح أحوالهم -وإن كان عندهم معاصي- هو من الأمور التي لا تجوز.

ثانياً: أن هذا يدعو إلى أن الإنسان الصالح الذي يبالغ في التهويل يزهو بنفسه، ويعتقد الفضل على الآخرين، وربما أدى ذلك إلى العجب والعياذ بالله وهو محبطٌ للأعمال.

الأمر الثالث: أن هذا يؤدي إلى إثم الوقيعة في الناس، وربما جر إلى الغيبة وما يلحق بها، لأنه قد يغتاب أناساً لا يحق له أن يغتابهم.

الأمر الرابع: أن هذا يدعو إلى اليأس، والقنوط، والقعود عن العمل والدعوة والإصلاح.

أحبتي الكرام: إن حديثي هذا عن هذه الظاهرة هو دعوة إلى العلاج، دعوة إلى تضييق نطاق الانحراف بقدر المستطاع، وليس من المصلحة أن ندس رؤوسنا في الرمال، ونتجاهل أوضاع أولادنا وشبابنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015