من لا يدرك واقع هؤلاء الشباب

هناك من لا يدرك واقع هؤلاء الشباب، ولا يدري ماذا يدور في أوساطهم؟ فربما إذا سمع كلامي نسبني إلى نوع من المبالغة، وأنني أعطيت هذا الموضوع أكبر من حجمه، وعذره في ذلك أنه لا يدري عن واقع هؤلاء الشباب، وأنا الآخر لم أكن أدري عن واقع هؤلاء الشباب بصورة صحيحة حتى بدأت الرسائل تصل إلىّ، وأعلنت عن هذه المحاضرة، وتطوع مجموعة من الشباب لزيارتهم في أماكنهم، ومجالستهم، وسماع ما عندهم، وبذلك تكوَّن لدينا صورة دقيقة وواضحة من هذا الموضوع.

فأود أن أقول: إن ما سأقدمه لكم الآن من مادة هذه المحاضرة، مستقى من مصادر موثوقة، ومعدٌ بطريقةٍ أستطيع أن أقول: إنها طريقةٌ واقعية علمية بعيدة عن المبالغة والتهويل، فهي إما نتيجة استبانة وزعت على هؤلاء الشباب، ودرست دراسةً دقيقة، وإما معلوماتٍ وصلت بالبريد أو غيره عن طريق رسائل من أولئك الشباب، ممن هم في طريق الهداية إن شاء الله تعالى وقد تبرعوا بهذه المعلومات مع أن الإنسان يضع في ذهنه ألا يقع ضحية بعض المعلومات المضللة.

وإنني إذ أذكر ذلك -بالمناسبة أشكر هؤلاء الإخوة من الشباب- الذين أمدوا أخاهم بمادة مفيدة جداً في هذا الموضوع، إنني مدين بالشكر لله تعالى ثم لأولئك، وإذ يمنعني مراعاة مشاعرهم من أن أذكر أسماءهم، فإنني أقول لهم جميعاً حاضرهم وغائبهم جزاكم الله خيرا، فلقد وضعتم لبنةً سليمةً في بناءٍ يجب أن يقوم، وأعني به بناء معالجة وضع هؤلاء الشباب، ولم يكن لي في هذا الدرس الذي سوف أقدمه لكم الآن دورٌ أكثر من أن مهمتي تقتصر على الإلقاء فقط.

هذا صنفٌ من الناس الذين لا يدرون عن واقع هؤلاء الشباب، فربما نسبوا من يتحدث عنهم في المبالغة والتهويل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015