أخبار صدام حسين

Q هل صحيح ما نسمع مما يقال في الصحف والإذاعات من أخبار صدام؟

صلى الله عليه وسلم لعل ما تسمعه في الصحف والإذاعات من أخبار صدام، هو بعض الحقيقة وليس كل الحقيقة، أي: أنه جزء من أخبار هذه الطاغية.

يكفي أن صدام قضى على أعظم حركة ودعوة إسلامية في العراق.

يكفي أن صدام أجهز على العلماء العاملين ولم يبق إلا مجموعة من المرتزقة باسم الدين.

يكفي أن صدام استضعف أهل العراق، واستخف بهم، ونهب أموالهم وخيراتهم، وجعلهم يعيشون في شظف من العيش، وفي بلاء لا يعلمه إلا الله.

ويكفي أن صدام ضرب بلاد الأكراد، وما يُسمى بـ (حَلْبَجَة) وما حولها بالأسلحة الكيماوية، وقتل منها عشرات الألوف، لكن السؤال الذي -فعلاً- من الممكن أن يطرح: أين هذا الكلام بالأمس؟ من الطريف أنه يوجد شريط يحكي مأساة الأكراد في (حَلْبَجَة) هذا الشريط عمره سنتان ونصف، يعني الدول والإعلام الغربي الكافر النصراني عرض مأساة المسلمين الأكراد قبل سنتين ونصف! نحن هنا يمكن أن نعرض الشريط بعد سنتين ونصف من الحادث!! لماذا نتفطن الآن؟! لماذا نسكت عن جرائم صدام كل الوقت الذي مضى؟ ثم ننفجر عليه مرة واحدة، ونكشف الأوراق كلها؟! حتى انتصاره على إيران أصبحنا نشكك فيه، ونقول: إنه هزم في سبعين معركة، وكذا وكذا وكذا! ثانياً: حزب البعث ليس صداماً فقط، فالبعث أكبر من صدام، والبعث موجود في سوريا، والبعث موجود في أحزاب في معظم البلاد العربية، وموجود في أشخاص معروفين فلماذا يكون العداء لبعث صدام، ونسكت عن بعث غيره.

؟!! هذا الذي أفقد الناس الثقة بإعلامنا، أنه أصبح إعلاماً موجهاً، ينفخ فيه بحسب الحاجة ويسكت عنه! فالذي كفرناه بالأمس نسكت عنه اليوم! وقد يدل السكوت على أنه تحول إلى رجل صالح، فيستقبل استقبال الفاتحين، ويُثنى عليه ويُعطى عبارات التبجيل، وتتكلم عنه الصحافة بلهجة مختلفة! أين كلامنا بالأمس عن معمر القذافي؟! أين الرد الشافي على معمر القذافي؟! أين كفره؟! أين إنكاره للسنة النبوية؟ أين وأين؟! هذه هي القضية -فعلاً- التي تحتاج إلى سؤال.

أقول بصراحة: الذي يجب أن يكون عليه أهل العلم، وأهل الدين، وأهل الفكر: أن يكون لديهم إمكانية، وقوة، وشجاعة أن يتكلموا بالحق في أوانه، ولو لم يكن يرضي جميع الأطراف، بحيث إذا قالوا كلمة الحق في مناسبتها، وتكلموا عن صدام، قَبِل الناس كل ما يقولونه؛ لأنهم يعرفون أنهم لا يتكلمون تبعاً لعواطف آنية، ولا بتحريض من جهة معينة، بل يتكلمون بالحقيقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015