ضعف الأساس الذي قامت عليه الدولة

السبب العاشر وهو سبب خطير: ضعف الأساس الذي قامت عليه الدولة:- فقد تقوم دولة من الدول على الجهاد، كما قامت دولة الأيوبيين في الشام ومصر، فقد قامت دولة صلاح الدين الأيوبي على الجهاد ضد الصليبيين، فلما تركت الجهاد فقدت المقوم الذي كان هو سبب وجودها فسقطت خلال ثمانين سنة.

وبعض الدول -مثلاً- قامت على أساس الدين، قامت الدولة لحماية الدين والدعوة إلى الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحكيم الشريعة، فكانت هذه هي عصبيتها، لأن كل دولة لها عصبية.

فعصبية هذه الدولة -مثلاً- أنها قامت على أساس الدين، بمعنى أن هؤلاء الناس الذين ناصروا هذه الدولة وقاموا معها وبذلوا جهودهم وأرواحهم وأموالهم من أجل قيامها، لا من أجل فلان أو علان، بل قاموا لأنهم يريدون التمكين للدين والملة وتحكيم الشريعة، فما دامت هذه الدولة التي قامت على أساس الدين ملتزمة بالأساس والهدف الذي قامت من أجله، فهي لابد أن تكون قوية عزيزة منيعة، لأن الناس يلتفون حولها على هذا الأساس لكن إذا فقدت الهدف الذي وجدت من أجله، وهو تحكيم الدين وإقامة الشرع، حينئذٍ فقدت سبب وجودها، فتخلى عنها أنصارها الأولون، لأنهم شعروا أنها تركت الهدف التي قامت من أجله، ولم تكتسب أنصاراً جدداً، وبذلك كان هذا هو سبب زوالها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015