Q أُخْبِرُك أنني أحبك في الله، وأسأله سبحانه أن يجمعني بك في مستقر رحمته؛ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وسؤالي هو: كثيراً ما نسمع أو نقرأ هذه العبارة (عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح بذلك) فهل تصح هذه العبارة؟ وهل الشريعة عادةٌ أم تقليد، أفيدونا أفادكم الله؟
صلى الله عليه وسلم أحبك الله! وأسأل الله أن يجمعنا جميعاً في مستقر رحمته، وأن يجعلنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً!! كلمة "العادات والتقاليد" تحتمل معنيين: المعنى الأول: الأمور والأعراض الاجتماعية مما لم يأت به الشرع ولا يعارضه الشرع، فهذا لا بأس به، ولا مانع من أن يسمى عادة أو تقليداً، وإن كان في نظري أن كلمة "تقليد" فيها نظر من حيث اللغة العربية، لكن لا بأس أن تسمى عادة.
المعنى الثاني: أما إن كانت كلمة "العادات والتقاليد" تطلق على الدين نفسه، فهذا مفهوم غير صحيح؛ بل إن الدين ليس تراثاً بشرياً، وإنما هو دينٌ إلهي سماوي، فلا ينبغي أن يسمى عادات، ولا أن يسمى تقاليد، ويجب أن يُرْبأ به عن هذه المعاني، وأظن أن بعض المهزومين يقفون في بعض المواقف فيستحيون -مع الأسف الشديد- أن يصرحوا بقضية الدين والإسلام، أو يصرحوا أنهم رفضوا هذا -أيَّ مُحَرَّمٍ- من أجل الله، من أجل إرضاء الله، أو لأن الدين يرفضه، يستحيون من هذا المعنى، فيلفون القضية ويقولون: ليس هذا من عاداتنا وتقاليدنا؛ لأنهم متفقون جميعاً على أن عادات المجتمع ينبغي مراعاتها، والعادات والتقاليد الاجتماعية ينبغي مراعاتها، فلا بأس أن يقول: عاداتنا وتقاليدنا في زعمه، لكن يجدون حرجاً أن يصرحوا بهويتهم، وهذه مشكلة خطيرة يا إخواني! إن كثيراً من المسلمين صاروا يستحيون من المجاهرة بالدين وإعلان قضية الإسلام، وهذا بلاء عظيم جداً وخطر ليس بالبسيط! سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.