Q ما حكم ما انتشر بين بنات أمتنا من لبس القصير المعروف بالشانية-كما يتبجحون به- ويتعذرون بأنهم لا يراهم الرجال، وإنما تكون وراءهم العباءة، مع العلم بأنه لو ارتفعت لظهر ما خفي، فأرجو من فضيلتكم أن توضح الخطأ من الصواب، لكي نسير ويسير عليه بناتنا وأخواتنا؟
صلى الله عليه وسلم مشكلتنا أننا -كما ذكرت إشارة في المحاضرة- أصبحنا متطفلين على موائد الآخرين، فملابسنا تصنع في الغرب؛ ولذلك الإنسان أحياناً يريد أن يشتري لابنه الصغير لابنته الصغيرة ثوباً يكون مناسباً، فربما يمر بالسوق فلا يكاد يجد ثوباً بالشكل الذي يرضيه، فهم في الواقع يفرضون علينا أمزجتهم وتقاليدهم وعاداتهم، ونحن مهمتنا أن نستورد وننفذ، ولا أكثر من انتشار هذه العادات والتقاليد خاصة بين أخواتنا من النساء فيما يتعلق بالملابس والتسريحات وغيرها.
ولذلك فإن لبس هذا القصير في نظري أنه من أكبر المخاطر التي تهدد فتياتنا في هذه الجزيرة، ولو كان من ورائه عباءة؛ لأن العباءة: يمكن أن يحركها الهواء أو ترتفع المرأة؛ أو تصعد، أو تنزل، أو تركب السيارة، أو تصعد على الرصيف -مثلاً- أو ما أشبه ذلك، فيظهر منها شيء، وهذا أمر ملحوظ وكلنا نشاهد ونلحظ.
وهناك أمر آخر: وهو أنه إذا كان وراءه العباءة فما الفائدة من لبسه؟ لكن المسألة أصبحت تدرجاً، ولذلك حتى العباءة هي الأخرى بدأت ترتفع ولا ندري متى يستقر بها القرار، وغطاء الوجه يوماً من الأيام كانت المرأة تلبس غطاء ساتراً فضفاضاً طويلاً، وأصبح الغطاء يرتفع قليلاً قليلاً حتى أصبح تحت الذقن وأصبح أعلى الرأس يبين، وأسفل اللحية يبين، والمرأة أحياناً قد تكون فتاة محافظة ومتدينة، ولا ترغب أن يظهر منها شيء؛ فتجد أنها بكل صعوبة تلتفت يمنة ويسرة، لأنها لو التفتت لظهر شيء من رقبتها، أو ظهر شيء من ذقنها، أو ظهر شيء من شعرها، فلماذا نلزم أنفسنا بهذه الأمور؟ ولماذا تكون أمورنا مستوردة عن الآخرين؟ أليس عندنا من الثقة بعاداتنا؛ بل بالشرائع التي تلقيناها عن ديننا ما يجعلنا نكتفي بها عن غيرها.
وبالمقابل أقول: هذه البدع وهذه التقاليد المنحلة مهما كانت موجودة، ولكنني أنصح الأخوات المتدينات أن يكون لديهن من الاعتزاز بالزي الإسلامي وبالشرائع الإسلامية ما يمكن أن يوجد تياراً مضاداً، فمثلاً كثير من الفتيات الآن أصبحت تلبس القفازين -غطاء اليدين- وأصبح هذا أمراً مألوفاً ومعروفاً نشاهده في كل مكان، وهذه ظاهرة طيبة بدأتها فتيات مؤمنات وانتشرت حتى عند غيرهن من سائر النساء غير المتدينات، فهي عادة طيبة، ونقول للأخت الطيبة: عليها ألا تكتفي أن تعمل هي بشرائع الإسلام بل عليها أن تنشر هذه الأشياء بين الناس.