التعامل مع الكفار

Q نحن أصحاب المحلات التجارية وقد نضطر في كثير من الأحيان أن نضحك مع الكفار ونمازحهم، بل قد نشكرهم، فهل في هذا محذور؟

صلى الله عليه وسلم الإسلام وضع حواجز كبيرة بين المسلم وغير المسلم، فالمسلمون أمة واحدة، محبتهم في الله وأخوتهم فيه، يتناصرون فيما بينهم، ويتناصحون، وتتكافأ دماؤهم، ويسعى في ذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، وكما أخبر الله عز جل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71] أما غير المسلمين، من سائر الملل من اليهود، أو النصارى، أو الكفار والمشركين الوثنيين، أو المنافقين أو غيرهم، فهم أمة أخرى ليس بينهم وبين المسلمين أي وشيجة، أو رابطة أو علاقة، إلا وجوب دعوتهم إلى الله عز وجل، وإقامة الحجة عليهم، بالقرآن والسنة، فإذا رأيت امرأً كافراً غير مسلم، فيجب عليك أول ما يجب أن تفكر في دعوته إلى الله عز وجل بأي طريق أمكن ذلك، والوسائل القولية والفعلية كثيرة ومعروفة، منها ما ورد في قوله عز وجل: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8] وتبين له بالخُلق وبالقول: أن الإسلام هو الدين الصحيح، وأن ما هو عليه كفر بالله عز وجل، وأن مصيره إن مات على ما هو عليه، هو النار، فإن لم يستجب لك قط، ورفض الدين الذي تدعوه إليه، فعليك حينئذٍ أن تتبرأ منه؛ لأن البراءة من المشركين هي أصل من أصول العقيدة، فالحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله، هي من أصول الدين، وإنما تنال ولاية الله عز وجل بذلك، فمن أحب الكافرين أو والاهم أو شد على أعضادهم أو ناصرهم، فإنه يخشى أن يكون مثلهم، وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51] وفي سنن أبي داود عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله} والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015