السؤال يقول: إن له جيراناً لا يشهدون الصلاة، ونصحتهم أكثر من مرة ويردون برد جميل، ولكنهم مستمرون على التخلف عن المسجد، وقد أخبرت عنهم الهيئة، فهل تبرأ الذمة منهم، علماً أني هجرتهم لله، لا أزورهم في شيء، أرجو توجيهي؟
صلى الله عليه وسلم باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد سمعنا سؤال السائل الذي يقول فيه: إن له جيراناً وإنهم لا يحضرون الصلاة في المسجد، وأنه نصحهم مراراً ويردون رداً جميلاً ولكنهم لم يستجيبوا بعد وقد هجرهم، فهل يلحقه شيء من الإثم، بسبب هؤلاء الجيران؟ فالجواب: ينبغي لك يا أخي أن لا تيئس ما دام هؤلاء الجيران الذين ذكرتهم، يردون عليك رداً جميلاً، ينبغي لك أن تَتَخَوَّلَهَم بالموعظة والنصيحة، وأن تخوفهم بالله سبحانه وتعالى، وتحذرهم من عملهم هذا وتستعين عليهم أيضاً بالإخوة الناصحين الذين يدعونهم بالحكمة ويجادلونهم بالتي هي أحسن، ويكرروا عليهم ذلك.
وإذا لم يفد هذا ينبغي لك أن تقول لهم: إنني لا أصبر على هذا، فإنني سأرفع أمركم إلى ولاة الأمر، حتى تبرأ ذمتي منكم، فإذا لم يفد ذلك ينبغي لك، أن ترفع أمرهم إلى ولاة الأمر إلى أهل الحسبة، حتى يدعونهم إلى هذا الأمر، وإلى حضور الصلاة في جماعة المسلمين، ثم إذا رفعت أيضاً فيهم ينبغي لك أن لا تيئس منهم ولا تقنط، فعليك أن تكرر نصحهم وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، فإنك إذا تركتهم ويئست منهم، تسلط عليهم الشيطان، وربما استشرى الداء وصعب العلاج، ولكن إذا كنت دائماً تنصحهم، وتخوفهم وتحذرهم، وتدعو الناس إلى نصيحتهم، وتدعوهم إلى حضور مجالس العلم، ومجالس الموعظة، فإن ذلك له أثره، ولعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بموعظتك، ومتى خلصت النية وصح القصد، فإن الله سبحانه وتعالى سيوفقك إلى ما تريد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.