ولكن ثمة حالات يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها وجوباً عينياً على الشخص بذاته، ومن هذه الحالات:- أولاً: إذا لم يعلم بالمنكر غيره، فإذا افترض أنك اطلعت على منكر لم يطلع عليه غيرك من الناس، وجب عليك التغيير حينئذٍ بقدر ما تستطيع: بيدك، فإن لم تستطع فبلسانك، فإذا لم تستطع تغيير المنكر بيدك، فعليك أن تغير بلسانك، وأن تبلغ أهل العلم والمسئولين عن وجود هذا المنكر حتى يقوموا بتغييره.
الحالة الثانية: إذا لم يستطع تغيير المنكر إلا أشخاص معدودون، لا تقوم الكفاية إلا بهم، وذلك كما إذا وجد منكر عند الكبراء، من مسئولين أو تجار أو وجهاء أو غيرهم، مما يعجز عامة الناس عن التغيير والإنكار عليهم، فيصبح الأمر والنهي حينئذٍ على المستطيع من العلماء وطلاب العلم وأصحاب الوجاهة أمراً عينياً، وجوباً عينياً.
الحالة الثالثة: أنه يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجوباً عينياً على من استرعاهم الله عز وجل على رعية، كالأمراء ورؤساء الدوائر الحكومية، فإنه يجب عليهم تغيير المنكرات التي تقع تحت سلطتهم وجوباً عينياً.