Q ذكرتم أن مرتكب الكبائر لا يكْفُر باتفاق العلماء أو أغلبهم، فما هو دليل ذلك؟
صلى الله عليه وسلم ليس أغلب العلماء؛ بل كل أهل السنة والجماعة لا يُخرجون فاعل المعصية من الإسلام، ولذلك يقول الإمام الطحاوي في عقيدته: وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون وإن كانوا غير تائبين، بعد أن لقوا الله عارفين، وفي ذلك يقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من قال: (لا إله إلا الله) خالصاً من قلبه دخل الجنة} وفي حديث أبي ذر قال: {قلت: يا رسول الله! وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر} .
وقد أطبق وأجمع أهل السنة والجماعة على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإسلام بارتكاب هذه الكبيرة ما دام معترفاً بتحريمها.
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.