الداعية يعيش للأمة

وهو -كما أسلفت- ألا يعيش الداعية لنفسه فحسب؛ بل يعيش للأمة كلها، ويعجبني وصف عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في السنن وغيرها، حديث في الصحيح أنها قالت: [[ما كان غالب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته إلا قاعداً، بعدما حطمه الناس]] لاحظ قولها: (حطمه الناس) -إذاً- الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتصدى للناس، ويستقبلهم، ويودعهم، ويأمرهم، ويختلط بهم، ويتحمل أخطاءهم، ويحنوا عليهم؛ ولذلك حطمه الناس، فكان صلى الله عليه وسلم مع أنه توفي وعمره ثلاث وستون سنة مع ذلك في آخر عمره كان أغلب صلاته وهو قاعد، -أي: النافلة- لأنه حطمه الناس، فأثروا في بدنه صلى الله عليه وسلم، فأسرع إليه الشيب -بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015