التواضع مع الأقران

وكذلك، ينبغي أن يكون الإنسان متواضعاً مع أقرانه، فكثيراً ما يثور بين الأقران روح المنافسة، والغيرة والحسد، فتجد الإنسان ربما يستعلي على أقرانه، وربما يفرح بالنيل منهم، والحط من قدرهم، وعيبهم ببعض ما فيهم، أو تضخيم بعض العيوب، أو ادعاء عيوب ليست فيهم, والمظهر مظهر النصيحة، والتقويم والحقيقة أن هذا الإنسان يغار.

والعجيب -أيها الإخوة- أن الداعية، وطالب العلم يغار من أقرانه، لكن لا يغار من الأعداء! قد يغار الداعية من داعية آخر أنه اجتمع عنده في مجلس درسه أو تعليمه ألف أو ألفان من المستمعين، لكن لا يغار إذا سمع أن مباراة رياضية حضرها عشرة آلاف، أو عشرين ألفاً، فيصيبه حزن إذا سمع بكثرة الذين حضروا الموعظة أو الدرس، لكن لا يحزن إذا سمع بكثرة من يحضرون حفلاً غنائياً، أو مباراة رياضية، أو ما أشبه ذلك من المناسبات المنحرفة.

وهذا والله من البؤس، حتى لو كان لك ملاحظة على أخيك الداعية، حتى لو كنت لا ترضى منه بعض الأمور، لأنه: من ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه أنا يكفيني أنه يدعو الناس إلى الله جل وعلا، ويكفيني أنه يعلم الناس الدين، وإن كان عنده ما عنده، وقد يكون الحق معه فيما أنتقد عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015