وفيما يتعلق بالدول الشيوعية: ذكرت مجلة المجتمع في عدد (996) أن استنبول شهدت اجتماعاً حاشداً هو الأول من نوعه منذ ألف سنة! حضره كبار الأساقفة النصارى، ومَثَّل فيه (14) كنيسة أرثوذكسية من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وكان هذا المؤتمر هو مصالحة بين ما يسمى بالكنيسة الشرقية وبين بقية الطوائف المسيحية الأخرى؛ للعمل معاً في مواجهة ما يسمونه بالتحديات، أي: أن النصارى الآن يجمعون ويوحدون صفوفهم من أجل مواجهة تحديات الأصولية الإسلامية؛ وادعى المؤتمر أن الكنيسة الشرقية -يعني في العالم الإسلامي- قد عانت الكثير من الاضطهاد على يد المسلمين، وأن الأرض التي يقطنها المسلمون في روسيا كانت أرضاً مسيحية ونصرانية، ولا بد أن تعود أرضاً نصرانية كما كانت من قبل، لذلك وجه هذا المؤتمر إلى ضرورة تبني جهود كبيرة إعلامية في نشر الأشرطة والكتب والبعثات التنصيرية والخبراء والمؤسسات والمدارس في روسيا، سواء كان ذلك في الجمهوريات الإسلامية أو في غيرها؛ لإعادة النصارى إلى دينهم وإخراج المسلمين عن دينهم، ولذلك قامت مؤسسة أمريكية قادت حملة ضخمة جداً اسمها حملة اتحاد لأجل عيسى، يعني: للتنصير في الجمهوريات الروسية، وقامت بالأعمال التالية: أولاً: إرسال مليون نسخة من الإنجيل مبدئياً.
ثانياً: توزيع المنشورات النصرانية على أوسع نطاق.
ثالثاً: بث أفلام من ضمنها فيلم اسمه (فلم عيسى) وقد رأيت بعيني بثاً من هناك وصل حتى إلى هذا البلد، وشوهد في هذه القرية المؤمن أهلها -إن شاء الله- يدعو إلى النصرانية، ويخاطب هذه الجموع التي خرجت لتوها من الشيوعية يدعوها إلى عيسى! رابعاً: تأسيس مراكز تربية نصرانية في المناطق المختلفة من روسيا، وإعداد الدعاة هناك.
كذلك في ألبانيا -وهي إحدى الدول التي خرجت من الشيوعية- هناك جهود نصرانية وبث للدعاة النصارى، بل بلغ الحال إلى أن النصارى بدءوا يهيمنون على الاقتصاد، ويحاولون ألا يدخل في أي عمل -مع أن هناك فقراً شديداً ومجاعة وأزمة- إلا نصراني، حتى إنهم أقاموا مصنعاً كبيراً اشترطوا للعمل فيه تعليق الصليب، وقد كشف أحد الشيوخ هناك، واسمه توفيق إسلام -من ذلك البلد- كشف المخطط التنصيري وقال: إن النصارى قد أقاموا مراكز في أغلب المدن والقرى فيما يتعلق بألبانيا.
هذا غيض من فيض من الجهود والأعمال التي قاموا بها، وهو على كل حال هو بعض الجهد.
ومعي مقال عنوانه مستقبل الإسلام في أفريقيا وقد تكلم هذا المقال، ونشر في جريدة الأمة عام (1406هـ) وهو مقال قديم، ولكنه تكلم عن مشاريع كثيرة للمنصرين، منها مشروع تنصير الفولاني وهي: إحدى القبائل الكبرى الموجودة في نيجيريا، ولها جهود كبيرة في دعم الشيخ عثمان فوديو الذي أسس خلافة في نيجيريا في بداية القرن التاسع عشر، ويمكن مراجعته لمن أراد الاطلاع، كما أن مجلة الأمة في جمادى الأولى عام (1406هـ) أيضاً نشرت مقالاً عنوانه (الواقع الإسلامي في أندونيسيا، بين حملات التنصير وتزييف التاريخ) وذكرت مقالات ومعلومات مهمة، وإن كانت قديمة أيضاً عن التنصير في أندونيسيا.
وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.