الثاني: في قضية التفوق العسكري والسلاح, أغلب الأسلحة التي في أيدي العرب وفى أيدي الدول الإسلامية الأخرى من غير العربية, أغلبها أسلحة قديمة عفاها الزمن، وكلنا يعرف سرعة تطور الصناعة في زمننا الحالي, حتى أن الطائرة التي تصنع ربما لا يمضي عليها خمس سنوات, حتى تصبح "خردة" أو كومة من الحديد, لا شأن لها ولا قيمة أمام الأسلحة الجديدة.
وهذا يؤيد ما قاله الشيخ سلمان من أن الولايات المتحدة الأمريكية (أمريكا) زعيمة الكفر والكفار تعهدت والتزمت بشتى أحزابها، وأياً كان رئيسها القادم أو بعد القادم, التزمت -كما قال بعضهم- التزاماً عقائدياً وخلقياً بإسرائيل, التزاماً كاملاً لا ينفصل بتفوقها التام الكامل.
لذلك إن لم نستغن عن عدونا فسنظل نطارده بالسلاح، وسنتخلف عنه في فجوات كثيرة إن لم ننتبه.
مع ملاحظة أخيرة: إننا لا نقول: لا نجاهد حتى نساويهم أو نتفوق عليهم, إنما أردنا أن نعرف الواقع العسكري لا أكثر ولا أقل, وإلا فإن المسلمين في يوم من أيامهم لم يجاهدوا لا بعدد ولا بعدة ولا بكثرة ولا بقوة سلاح, بل إنهم في كل معاركهم الظاهرة كانوا أقل عدداً, وكانوا -أيضاً- أقل قوة في سلاحهم وخيولهم وفي سيوفهم, فهذا أمر لا يعنينا في قليل أو كثير, إلا من باب قول الله جلَّ وعلا: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال:60] .