في الماضي لم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام يجعل أحداً من المنافقين يقود جيشاً ولا يحمل راية ولا لواءً، لماذا؟ لأنهم مبعدون عن هذا كله، والمرتدون -أيضاً- حتى بعد أن رجعوا إلى الإسلام لم يسمح لهم أبو بكر رضى الله عنه إلا بأحد أمرين: إما الحرب المجلية أو السلم المخزية, قالوا: قد عرفنا الحرب, فما السلم؟ قال: أن تلحقوا أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمراً فيكم يعذركم به، فكانوا يمنعون المرتدين الذين رجعوا إلى الإسلام من ركوب الخيل, ومن المشاركة في الجهاد, مجرد مشاركة فضلاً عن أن يكونوا قادة لهذا الجهاد المظفر العظيم.
إذاً فالمشكلة هي تسلط المنافقين على كثير من الشعوب الإسلامية, لأن هذه الشعوب الإسلامية مغفلة ترضى منهم بمجرد المجاملة وتنخدع بزخرف الألفاظ والخطب.