Q أيهما أخطر شياطين الجن أم شياطين الإنس؟
صلى الله عليه وسلم أقول: قرن الله تبارك وتعالى شياطين الإنس مع شياطين الجن فى القرآن الكريم, قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112] سبحان الله! سُنَّة الله عز وجل فى خلقه ما خلقنا الله عز وجل إلا ليبتلينا، ولو شاء الله لخلقنا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون, لكن لحكمته خلقنا بشراً فينا خير وفينا شر, وقابلين للهداية وقابلين للضلال, وأنزل علينا الكتب، وأرسل إلينا الرسل، ليهتدي من يهتدي, ويضلل من يضل {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس:108] هذه حكمة الله في خلق البشر.
ولذلك الرسل في طرف, وأعداؤهم في الطرف الثاني, وأعداؤهم هم: يقول الله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً} [الأنعام:112] ثم فسر لنا ذلك بقوله {شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112] .
فالشياطين نوعان: شيطان الإنس, وشيطان الجن, ولا أدخل الآن في أيهما أخطر وأشد، ولكنى أحذر من شياطين الإنس, لأن شيطان الجن يجرى من ابن آدم مجرى الدم -كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم- وقد يخفى عن الإنسان شأنه في بعض الأحيان ويلتبس, أما شيطان الإنس فمن رحمة الله وحكمته أنه واضح وضوح الشمس في كثير من الأحيان لمن وفقه الله, فتجد بعض المنحرفين -أعاذنا الله وإياكم من ذلك- يتقرب لبعض الصالحين من الأبناء الطيبين فيغريهم بالمعصية شيئاً فشيئاً, ويبدأ معه بصغار الأمور قبل كبارها, وهذه سياسة أخذوها عن شيخهم وأستاذهم الشيطان الأكبر إبليس -أعاذنا الله وإياكم منه- يبدأ بالأمر الصغير شيئاً فشيئاً, حتى يوقع الإنسان في المهالك وهو لا يدري, ودائماً السفر الطويل يبدأ بخطوة, وهكذا طريق الشر والعياذ بالله يبدأ بخطوة واحدة، إما يغريه بالتدخين مثلاً, أو أن يغريه أن يخرج معه إلى طريق غير طيب, ثم يغريه بعمل آخر سيئ, ولذلك قال بعضهم: إذا رأيت على الإنسان المعصية فاعرف أن لها أخوات، هذه الظاهرة ولها أخوات خفية لو فتشت لوجدتها.
فالإنسان منا يجب أن يكون حذراً على أولاده، وهذا -يا إخوة- والله من المشكلات التي تقلق القلوب، وتقلق الغيورين, قضية الأبناء الذين أصبحوا يقضون في الشوارع أكثر مما يقضون في البيت, وأصبح الأب دائماً يعتذر فيقول: كبر الابن وكبر عمره وحجمه، ولو أنني أردت أن أضربه أو أنهره فربما يعتدي عليّ, هكذا يقول كثير من الناس، فنقول له: سبحان الله لقد فرطنا في الماضي, وضيعنا ثم بدأنا نتعلل ونتعذر بأشياء هي من صنيعنا نحن.
فالأمر الذي أريد أن أنبه عليه في هذه العجالة عن الأبناء الصغار الذين لا زالوا قادمين في الطريق، علينا أن نفقه أيها الإخوة كيف نوجههم.
الله خلق الإنسان على فطرة معينة، لا يمكن أن نغير هذه الفطرة ولا يمكن أن يصبح الطفل مثل الكبير، ربما أحيانا يُنتقد الطفل على بعض الأشياء التي يلعبها, إذا لعب أو سأل ننتقده, لماذا ننتقده؟ هو طفل ونحن لما كنا في مثل سنه الصغير كنا نفعل كما يفعل, فهو طفل ولا يحاسب ولا يلام إلا إذا بلغ مبلغ الرجال.
فأقول: علينا أن نعاملهم فعلاً كما لو كانوا أطفالاً، ونأتيهم بالطرق التي تناسبهم، من الأمثلة على ذلك: أولاً: أسلوب القصص، القصة تؤثر في الطفل تأثيراً كبيراً جداً, وتجعله ينشدها، فلو أن كل واحد منا إذا ذهب إلى بيته بدلاً من أن يضيع الوقت في أمور لا فائدة منها أخضر لأطفاله بعض مثل القصص الإسلامية التي تربي عندهم الإيمان، من جنس قصة الثلاثة التي ذكرتها منذ قليل، أو غيرها من القصص التي تسمعونها من الأئمة والفقهاء، وبدأت تذكر لهم هذه القصة بالأسلوب الذي يناسبهم، ستجد أن هذا الإنسان أو الطفل يستفيد منها كثيراً.