Q زوجي رجل صالح؛ إلا أنه في بعض الأحيان لا يصلي في المسجد، وأيضاً ينام عن صلاة الفجر، وضقت ذرعاً في نصحه ولا يفيق، فما حكم حياتي معه؟
صلى الله عليه وسلم ما دام أنه رجل صالح، معناه أنه محافظ على الصلوات مع الجماعة إلا ما ذكرت، فهذا البقاء معه لا مانع منه ولا بأس به، خاصة إذا كنت أم أولاد، ولكنني أنصحك: أولاً: بالبقاء معه.
ثانياً: بأن تستمري ولا تيئسي من النصح أو تضيقي ذرعاً، فهذا نوح عليه الصلاة والسلام دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وما ضاق ذرعاً بهم، حتى أعلمه الله تعالى: {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} [هود:36] فحينئذٍ دعا عليهم كما هو معروف.
فلا ينبغي للإنسان أن يضيق ذرعاً من النصيحة سنة أو سنتين أو ثلاثاً أو أربعاً، فربما أن الكلمة التي كتب الله هدايته بسببها لم يسمعها حتى الآن، فاستمري معه بالنصيحة، والكلمة الطيبة، ولا تيئسي ولا تفتر همتك في ذلك، واحرصي على إيقاظه لصلاة الفجر ما استطعت؛ ليصلي مع الجماعة، وذكريه بما ذكر الله تعالى: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43] وذكريه بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: {أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً} [متفق عليه] وذكريه ما قاله أنس وغيره رضي الله عنه: [[كنا إذا فقدنا رجلاً في صلاة الفجر أسأنا به الظن]] وذكريه بما قال ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح مسلم عن صلاة الجماعة: [[ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف]] .
فإن لم يفلح نصحك معه للصلاة مع الجماعة فلا أقل من أن توقظيه ليصلي في الوقت ولو في بيته، أي قبل طلوع الشمس، فإن أخر الصلاة إلى بعد وقتها، فإن ذلك كبيرة من كبائر الذنوب يخشى أن توبقه وتحبط عمله.
ولا تيئسي من نصحه ما استطعتِ، وأيضاً لا تبخلي عليه بالدعاء في سجودك أن يهديه الله تعالى ويصلحه وقولي: اللهم اصلح لي زوجي.