Q فضيلة الشيخ: ما معنى الحديث الآتي: {اختلاف أمتي رحمة} وما هي درجته؟
صلى الله عليه وسلم أما درجة الحديث، فإنه لا أصل له، فلا يعرف له إسنادٌ مطلقاً، لا صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف، وليس له إسناد.
أما معنى هذه الكلمة" اختلاف أمتي رحمة"، فالواقع أن الاختلاف عذاب وشر؛ ولذلك لما قيل لـ ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: [[: إن عثمان رضي الله عنه وأرضاه صلَّى بالناس أربعاً بمنى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله واسترجع -وقال ما يدل على ضيقه من هذا الأمر- ثم لما صلَّى خلف عثمان، صلى معه أربعاً، فقيل له: كيف فعلت هذا؟ فقال رضي الله عنه وأرضاه: الخلاف شرٌ]] .
فالخلاف شر لا شك، لكن هناك اختلاف يعتبر رحمة، وذلك مثل الاختلاف الذي يعتبر اختلاف تنوع، كما أن اختلاف أصحاب المهن -مثلاً- رحمة فكون هذا نجاراً، وهذا بقَّالاً، وهذا كاتباً، وهذا خطيباً، وهذا كذا، وهذا كذا سواءً في الأمور الشرعية، أو الأمور الدنيوية، بمعنى أن المواهب موزعة بين الخلق، فهذا الاختلاف يُعدُّ رحمة، لأن الناس لو كانوا كلهم أطباء، أو مهندسين، لفرغت المجالات الأخرى عمن يقومون بها، فبهذا المعنى تصبح الكلمة صحيحة.