ثالثاً: إدراك جهود الأعداء ومدى ما وصلوا إليه من تخريب عقائدي وأخلاقي للأمة؛ فإن الذي يعرف الوضع الذي آلت إليه الأمة، وعنده وعي بالواقع، سواءً الواقع العقدي الذي عبث بعقائد الأمة في جماعات من أصحاب الانحرافات الإلحادية والبدعية، أم الواقع الأخلاقي الذي أصبحت الأمة فيه كما يقال: تحت قنبلة موقوتة من أشرطة الفيديو والدعارة، والإعلام الموجه، والأغاني الهابطة، وإتاحة سبل الاتصال إلى غير ذلك من المفاسد التي أصبحت معروفة وهي تفتك بجسم الأمة بشكل قوي وسريع، يدرك أن الأمة بحاجة إلى تدارك عاجل، وأن الاختلاف حول جزئيات وفرعيات ليس هذا أوانه، فنحن جميعاً مجمعون على أن مقاومة الزنا الذي يفتك بالأمة واجب، ومقاومة الفساد العقائدي: القاديانية القبورية الصوفية واجب، وهذا متفق عليه! فلماذا لا نشتغل في هذه الأشياء المتفق عليها ونترك القضايا الفرعية؟ وإن تناقشنا فيها وأخذنا وأبدأنا فهذا لا بأس به، لكن لا تكون هي ميدان خصومة وصراع فيما بيننا.