ثانياً: الأمر الآخر الذي يساهم في العلاج: هو الاشتغال بمعالي الأمور وتكوين النفس والقيام بالواجبات الشرعية؛ إن الإنسان المشتغل -مثلاً- بالتعلم، والتعليم والدعوة والإصلاح والأعمال الخيرية ليس عنده فراغ يزجيه في الأمور التي لا فائدة منها، ولذلك فمن -وهذا لعلي نسيته- أسباب الخلاف العملي الموجود، الفراغ؛ فبعض الناس يعيشون فراغاً، فليس عنده مجال للتعلم، أو للتعليم، ولا للدعوة، أو لشيء، ولذلك صار يقضي ويزجي وقت الفراغ فيما يسميه بالتقويم، والكلام في فلان وفلان وتصنيف الناس والحط من قدر فلان، والرفع من قدر فلان ونقد هذه الأعمال إلخ.
فالإنسان إذا اشتغل بمعالي الأمور وقضى حياته في جد فإنك لا تجد عنده مجالاً للكلام في فلان وعلان، وفي العمل الفلاني والجهة الفلانية، بل هو مشغول بالأعمال المفيدة المثمرة الناجحة.